(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. logo اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
149848 مشاهدة print word pdf
line-top
الغلو في عيسى -عليه السلام-

...............................................................................


وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عن الغلو في الصالحين الذي يؤدي إلى عبادتهم مع الله تعالى، وإلى تعظيمهم وإعطائهم شيئا من خالص حق الله -تعالى-؛ ألا وهو العبادة؛ وذلك خوفا من أن يفعل معه كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم، وكما فعل النصارى مع عيسى ؛ حيث غلوا فيه.
لما ذكر الله قولهم في عيسى رد عليهم، حكى الله عن بعضهم، قال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ هذا قول طائفة منهم: أن عيسى هو الله -تعالى الله عن قولهم!- فقال: قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا من الذي يَرُدُّهُ؟! الله هو الذي خلق عيسى وخلق أهل الأرض كلهم، فكيف تجعلون عيسى هو الله؟! عيسى كان معدوما ثم خُلِقَ.. خُلِقَ من ماء.. خلق منه، وبقي في الرحم مدة، ثم ولد طفلا، وأجرى الله على يديه هذه المعجزات؛ ولكنها كماليات الأنبياء، فلا تدل على أنه هو الله.
ولما ذكر هذه المقالة عنهم قال بعد ذلك: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ يعني: أنهما يحتاجان إلى الغذاء، يأكل الطعام، ثم يحتاج إلى إخراج الطعام - لذي هو التَّخَلِّي-؛ فدل ذلك على أنه ناقص. الله -تعالى- من وصفه: أنه لا يَطْعَم ولا يُطْعَم: وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ غَنِيٌّ عن ذلك؛ لأنه الفرد الصمد. أما عيسى وسائر الأنبياء فإنهم يحتاجون إلى الطعام في حياتهم، يتغذون به، ثم بعد أكله لا بد أنهم يحتاجون إلى إخراجه، ولا شك أن هذا يُعْتَبَرُ نقصا؛ فكيف مع ذلك تسوونه بالخالق -سبحانه وتعالى-؟

line-bottom